المحاماة فن رفيع

المحاماة فن رفيع (5)

أنني أدرك شبابًا وافر العدد يقبل على المحاماة، وهو حيران لا يدري أي طريق يسلك، وأجد من واجبي، وقد أمضيت في المحاماة قرابة ثلاثين عامًا؛ ألا أقول إني رأيت فيها، أو شاهدت، أو سمعت فحسب، وإنما أقول: إنني أخطأت فيها، وأنني أتقدم بثمرة أخطائي قبل ثمار أعمالي الصالحة؛ لكي أهيب بالمحامين كبارهم وصغارهم، وخاصة الشباب الجديد، أن أمامهم طريقين، هما:

• طريق الخير، وطريق الشر.

• طريق الأمانة، وطريق الخيانة.

• طريق الأثرة والأنانية، وطريق الإيثار.

• طريق المال والغنى والثراء من المصدر الحرام، وطريق المال الحلال.

• فمن شاء لنفسه، ولمواطنيه سلام الدنيا، وسلام الآخرة؛ فليسلك طريق النور؛ ليتنكب طريق الظلام

• أما من سخر وتولى، وضحك واستهزأ؛ فإنني أخشى عليه من يوم الندم؛ حيث لا ينفعه ندمه، ولا تجديه في العزاء دموعه، ولو جرت بحورًا.

ويا ويلتا له يوم يقف، هو والذي ظلمه، أو تسبب له في ظلم بين يدي العادل الديان، مالك يوم الدين، وتشهد عليه يداه ولسانه.

يا ويلتا له، وأنا أدرك سوء حاله، إذ لا تزال في أذني ذكريات النائحين والنائحات، ممن أصابهم بلاء الخيانة في أنفسهم، وفي أموالهم، وهم يدعون الله - جل وعلا - على من تسبب في خراب نفوسهم وبيوتهم.

• كما أنني أذكر - والبشر ينطلق على وجهي، وينير قلبي - أولئك الزملاء الكرام، الذين أسعدوا الأفراد؛ فأسعدوا الجماعة، وأخذوا بالمجتمع إلى حياة رغيدة، وعيش طيب.

فتدبروا!