التكييف القانوني للجريمة في حالة عدم الاشتراك
 |
| التكييف القانوني للجريمة في حالة عدم الاشتراك |
في بادئ الامر اقول صحيح انا مرشح مستقل لعضوية مجلس النقابة بالائتلاف مع بعض الشخصيات المهنية ضمن( قائمة الأعضاء مستقلون مهنيون ) ولكن يجب ان لاتشغلني الانتخابات وتبعدني عن رسالتي العلمية وتقديم المعلومة للزملاء وان شاء الله نجمع بين العمل النقابي والعلمي في مجلس نقابة المحامين القادم .
اليكم ملخص الواقعة وهي
رمى شخص اخر برصاصة عمدا على اثرها توفي المجني عليه وبعد برهة من الزمن جاء شخص ثان واطلق النار على الجثة ظنا" منه ان المجني عليه مازال على قيد الحياة ، علما أن ليس بين مطلقي النار اي اتفاق او اشتراك ، ماهو التكييف القانوني لجريمة الثاني ؟؟
الجواب
ان للجريمة ثلاث ادوار تمر بها قبل وقوعها وهي :- مرحلة التفكير والتصميم ومرحلة التحضير ومرحلة التنفيذ وفي (مرحلة التنفيذ ) وتكون الجريمة فيها :-
- 1- الجريمة التامة :-
- وهي عندما يستمر الجاني بنشاطه الاجرامي الى النهاية وتتم الجريمة كأن يطلق الرصاص على المجني عليه فيرديه قتيلا
- 2- الجريمة الخائبة :-
- وهنا لايتم تنفيذ لسبب من الاسباب ، كأن يعدل الجاني عن الاستمرار في تنفيذها باختياره او تحول بين الجاني وبين اتمامه للجريمة ظروف طارئة خارجة عن ارادته تقف حجر عثرة في اتمام الجريمة ،كما لو صوب السلاح نحو المجني عليه واطلق الرصاص غير انه أخطأ الهدف او اصابه في غير مقتل فلم يمت .
- 3-الجريمة الموقوفة :-
هو ان يضرب شخص ثالث الجاني على يده فيسقط منها السلاح قبل انطلاقه ،أو يأخذه منه .
4- الجريمة المستحيلة :-
وفيها ان يكون اخفاق الجاني في اتمام الجريمة امرا محتوما لاستحالة تنفيذها كما لو كان المسدس خال من العتاد ولايعلم الجاني بخلوه او كان المجني عليه فارق الحياة قبل اطلاق الرصاص عليه كما هو في الواقعة التي نحن بصددها في هذا السؤال وبالتالي إذا" اصبحنا امام (الجريمة المستحيلة )ولابد ان نتعرف ماهي الجريمة المستحيلة ؟؟؟
وماهو موقف القانون العراقي في تكييفها وعقابها ؟؟؟؟
الجريمة المستحيلة هي :- الجريمة التي لايمكن ان تتحقق مهما بذل الفاعل من جهد في سبيلها حيث يأتي الجاني فيها كل نشاطه ومع ذلك لم تتحقق الجريمة وهي تختلف عن (الجريمة الخائبة ) التي يعتبر الفشل فيها محتملا ، لوجود ظرف عرضي بعد أن بدأ الفاعل في سلوكه أدى الى خيبة أثره، بينما هو في (الجريمة المستحيلة ) سبب معاصر لسلوك الفاعل منذ بدايته .
موقف القانون العراقي في تكييفها وعقابها :-
نص قانون العقوبات على عقاب الجريمة المستحيلة في المادة 30 (......... ويعتبر شروعا في ارتكاب الجريمة كل فعل بقصد ارتكاب جناية او جنحة مستحيلة التنفيذ اما لسبب يتعلق بموضوع الجريمة او بالوسيلة التي استعملت في ارتكابها مالم يكن اعتقاد الفاعل صلاحية عمله لاحداث النتيجة مبنيا على وهم او جهل مطبق............ ))
من خلال دراسة النص نجد ان قانون العقوبات العراقي قد تبني في العقاب على الجريمة المستحيلة بصورة مطلقة عدا بعض الحالات بعقاب الشروع وهذا هو الراي الذي تبناه اصحاب المذهب الشخصي ، وان هذا الاتجاه يضمن حماية مصلحة المجتمع في الامن والسكينة بعقابه على جميع صور الجريمة المستحيلة بعقوبة الشروع عدا (الجريمة الوهمية ) ويراد بالجريمة الوهمية ، الجريمة التي لاوجود لها إلا في ذهن الجاني وتصوره ومخيلته خطأ . كمن يحاول قتل آخر بالسحر والقراءة الغيبية ، وحالة من يسرق مالا ويظهر انه مملوكا له ، نستخلص مما تقدم ان الشخص الذي اطلق النار على المجني عليه ظنا منه انه على قيد الحياة كما ورد في السؤال فعله يعتبر شروعا في جريمة مستحيلة وعقابها يكون السجن المؤقت وفقا للمادة 405 بدلالة المادة 30 من قانون العقوبات العراقي - محامي مخدرات في الامارات
تحياتي لكم
المحامي حسين حمود الوائلي
